سورة آل عمران - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (آل عمران)


        


قوله تعالى: {يَأَهل الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: وأنتم تشهدون بما يدل على صحتها من كتابكم الذي فيه البشارة بها، وهذا قول قتادة، والربيع، والسدي.
والثاني: وأنتم تشهدون بمثلها من آيات الأنبياء التي تقرون بها.
والثالث: وأنتم تشهدون بما عليكم فيه الحجة.

قوله تعالى: {يَأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ} فيه تأويلان:
أحدهما: تحريف التوارة والإنجيل، وهذا قول الحسن، وابن زيد.
والثاني: الدعاء إلى إظهار الإسلام في أول النهار والرجوع عنه في آخره قصداً لتشكيك الناس فيه، وهذا قول ابن عباس، وقتادة.
والثالث: الإيمان بموسى وعيسى والكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم.
{وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ} يعني ما وجدوه عندهم من صفة محمد صلى الله عليه وسلم، والبشارة به في كتبهم عناداً من علمائهم.
{وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} يعني الحق بما عرفتموه من كتبكم.

قوله تعالى: {وَلاَ تُؤْمِنُوا إِلاَّ لِمَن تَبعَ دِينَكُمْ} فيه قولان:
أحدهما: معناه لا تصدقوا إلا لمن تبع دينكم.
والثاني: لا تعترفوا بالحق إلا لمن تبع دينكم.
واخْتُلِفَ في تأويل ذلك على قولين:
أحدهما: أنهم كافة اليهود، قال ذلك بعضهم لبعض، وهذا قول السدي، وابن زيد.
والثاني: أنهم يهود خبير قالوا ذلك ليهود المدينة، وهذا قول الحسن.
واختلف في سبب نهيهم أن يؤمنوا إلا لِمَنْ تَبعَ دينهم على قولين:
أحدهما: أنهم نُهُوا عن ذلك لِئَلاً يكون طريقاً لعبدة الأوثان إلى تصديقه، وهذا قول الزجاج.
والثاني: أنهم نُهُوا عن ذلك لِئَلاَّ يعترفوا به فيلزمهم العمل بدينه لإقرارهم بصحته.
{قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَن يُؤْتَى أَحَدٌ مِّثْلَ مَآ أُوتِيتُمْ} فيه قولان:
أحدهما: أن في الكلام حذفاً، وتقديره: قل إن الهدى هدى الله ألاَّ يُؤْتَى أحدٌ مثل ما أوتيتم أُّيها المسلمون، ثم حذف (لا) من الكلام لدليل الخطاب عليها مثل قوله تعالى: {يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّوا} [النساء: 176] أي لا تضلوا، وهذا معنى قول السدى، وابن جريج.
والثاني: أن معنى الكلام: قل إن الهدى هدى الله فلا تجحدوا أن يُؤْتى أحد مثل ما أوتيتم.

{أَوْ يُحَآجُّوكُم عِندَ رَبِّكُم} فيه قولان:
أحدهما: يعني ولا تؤمنوا أن يُحَاجّوكم عند ربكم لأنه لا حجة لهم، وهذا قول الحسن، وقتادة.
والثاني: إن معناه حتى يُحَاجُّوكم عند ربكم، على طريق التبعيد، كما يقال: لا تلقاه أو تقوم الساعة، وهذا قول الكسائي، والفراء.

قوله تعالى: {يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ} فيه قولان:
أحدهما: أنها النبوة، وهو قول الحسن، ومجاهد، والربيع.
والثاني: القرآن والإسلام، وهذا قول ابن جريج.
واختلفوا في النبوة هل تكون جزاءً على عمل؟ على قولين:
أحدهما: أنها جزاء عن استحقاق.
والثاني: أنها تفضل لأنه قال: {يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ}.


قوله تعالى: {وَمِن أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّه إِلَيكَ} اختلفوا في دخول الباء على القنطار والدينار على قولين:
أحدهما: أنها دخلت لإلصاق الأمانة كما دخلت في قوله تعالى: {وَلِيَطَّوَّفُوا بِالْبَيتِ الْعَتِيقِ} [الحج: 29].
والثاني: أنها بمعنى (على) وتقديره: ومن أهل الكتاب من إن تأمنه على قنطار.
{إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيهِ قَائِماً} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: إلا ما دمت عليه قائماً بالمطالبة والإقتضاء، وهذا قول قتادة، ومجاهد.
والثاني. بالملازمة.
والثالث: قائماً على رأسه، وهو قول السدي.
{ذَلِكَ بِأَنَّهُم قَالُوا لَيسَ عَلَينَا فِي الأُمِّيِينَ سَبِيلٌ} يعني في أموال العرب، وفي سبب استباحتهم له قولان:
أحدهما: لأنهم مشركون من غير أهل الكتاب، وهو قول قتادة، والسدي.
والثاني: لأنهم تحولوا عن دينهم الذي عاملناهم عليه، وهذا قول الحسن وابن جريج، وقد روى سعيد بن جبير قال: لما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كَذَّبَ اللهُ أَعْدَاءَ اللهِ، مَا مِن شَيءٍ كَانَ في الجَاهِليَّةِ إلاَّ وَهُوَ تَحتَ قَدَميَّ إلاَّ الأمَانَةَ فَإنَّها مُؤَدَّاةٌ إِلَى الَبرِّ وَالفَاجِرِ».


قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيمَانِهِم ثَمَناً قَلِيلاً} وفي العهد قولان:
أحدهما: ما أوجب الله تعالى على الإنسان من طاعته وكَفَّه عن معصيته.
والثاني: ما في عقل الإنسان من الزجر عن الباطل والانقياد إلى الحق.
{أَولَئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُم فِي الآخِرةِ}. وفي أصل الخلاق قولان:
أحدهما: أن أصله من الخّلق بفتح الخاء وهو النفس، وتقدير الكلام لا نصيب لهم.
والثاني: أن أصله الخُلق بضم الخاء لأنه نصيب مما يوجبه الخُلُق الكريم.
{وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ} فيه قولان:
أحدهما: لا يكلمهم الله بما يسرهم، لكن يكلمهم بما يسوءهم وقت الحساب لأنه قال: {ثُمَّ إِنَّ عَلَينَا حِسَابَهُم}.
والثاني: لا يكلمهم أصلاً ولكن يرد حسابهم إلى الملائكة.
{وَلاَ يَنظُرُ إِلَيهِم يَومَ الْقِيَامَةِ} فيه قولان:
أحدهما: لا يراهم.
والثاني: لا يَمِنُ عليهم.
{وَلاَ يُزَكِّيهِم} أي لا يقضي بزكاتهم.
واختلف أهل التفسير في سبب نزول هذه الآية على ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنها نزلت في قوم من أحبار اليهود: أبي رافع وكنانة بن أبي الحقيق، وكعب بن الأشرف، وحيي بن أخطب كتبوا كتاباً بأيديهم، ثم حلفوا أنه من عند الله فيما ادعوا به ليس عليهم في الأميين سبيل، وهو قول الحسن، وعكرمة.
والثاني: أنها نزلت في الأشعث وخصيم له تنازعاً في أرض، فقام ليحلف، فنزلت هذه الآية، فنكل الأشعث واعترف بالحق.
والثالث: أنها نزلت في رجل حلف يميناً فاجرة في تنفيق سلعته في البيع، وهذا قول عامر، ومجاهد.

4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11